الكمبيوتر والأنترنت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكمبيوتر والأنترنت.. بين المزايا
والمحازير
________________________________________

.. والخبراء والأطباء يحذرون من
الجلوس أمام الكمبييوتر لساعات طويلة

وينصحون بالحوار مع الأبناء

استخدام الأطفال للإنترنت سلاح ذو حدين.


سجل الآراء - محمد طلعت عوض

أصبح الإنترنت مهما.. وعلينا الاستفادة منه قدر الإمكان وأن نعمل علي توجيه
أطفالنا للاستخدام الآمن له لكي ينهلوا من الكم الهائل مما يوفره من
معلومات وخبرات ووسائل اتصال سريعة.. ولكن مع الحرص علي ألا يكونوا وحدهم
دون المتابعة والتوجيه.."إحنا" قابلنا الخبراء والأطباء وعلماء الاجتماع
فماذا قالوا عن استخدام الأطفال والشباب للنت؟.

الدكتور عادل عاشور - أستاذ طب الأطفال والوراثة بالمركز القومي للبحوث -
يقول: الإنترنت سلاح ذو حدين فهو مفيد من جانب توسيع مدارك الأطفال
ومعرفتهم بالعالم الخارجي وما يحتويه من معلومات وألعاب وغيره ولكن جلوس
الطفل أمام شاشات الكمبيوتر لساعات طويلة تجعله طفلا انطوائيا وتسبب له
عزلة عن الأصدقاء ولكن الألعاب الجماعية مفيدة ومن الناحية العصبية فهي
تساعد علي اظهار تشنجات وصرع لأن بعض الأطفال لديهم استعداد والاشعاع يساعد
علي ظهورها واستخدام النت لفترات طويلة يؤثر علي حركة الطفل بخلاف الذي
يمارس الرياضة والألعاب الجماعية ويجعله أيضا أكثر بدانة وأقل النشاط
بالاضافة إلي مشاكل للعمود الفقري والصداع وبالتالي حدوث "زغللة" في
العينين وصعوبة في حركة اليد والتنميل الدائم.

وينصح د.عاشور الأطفال بعدم جلوسهم أكثر من ساعة في اليوم ويجب أن تكون علي
فترات متفرقة واستعمال "فلاتر" للشاشة مع ممارسة الألعاب المختلفة وعلي
الأهل عدم السماح للأطفال بالجلوس أمام الإنترنت بمفردهم واحكام السيطرة
عليهم ومراقبتهم.

الدكتور رضا حسان - أستاذ علم الاجتماع - يقول: الإنترنت أصبح الآن شيئاً
أساسياً لدي البعض وثانويا لدي البعض الآخر ولكن ما هو واضح ان عالم
الإنترنت أصبح له مكانه في مجتمعنا الحالي شئنا أم أبينا والأطفال يجدون في
الإنترنت متعة وتشويقا من خلال المراسلة عن طريق البريد الالكتروني
والتخاطب مع الآخرين ويحب الأطفال الاستكشاف والبحث الذي يوفره الانترنت
بكل حرية وسهولة والاحصائيات تقول ان 060 ألف إلي أكثر من 004 مليون طفل
يتم استغلالهم اباحيا من خلال الإنترنت وهناك أكثر من 200 ألف موقع إباحي
يدخله الأطفال وأكثر من 4500 موقع اباحي جديد يوميا ومن كثرة استخدام
الأطفال للانترنت أصبحوا مدمنين وهذا يؤدي إلي تأخرهم دراسياً لكثرة الوقت
الذي يقضونه أمام الكمبيوتر.

ويشير د.حسان إلي أن منع الأطفال من استخدام الإنترنت لا يحل المشكلة ويعد
أمراً صعبا هذه الأيام لأن الطفل أو الشاب يستطيع استخدام الانترنت خارج
المنزل مع أصدقائه أو في المقاهي المنتشرة.

وينصح ان يستخدم الأطفال الإنترنت أمام أعين والديهم داخل المنزل بعدة
ضوابط أولها ان يكون جهاز الكمبيوتر في مكان واضح داخل المنزل لكي يسهل
معرفة من يستخدمه وأن يتم تزويد الجهاز ببرامج خاصة تمنع المواقع السيئة
وغير المرغوب فيها من الظهور.

وتري الدكتورة - عواطف كمال - أستاذ الطب النفسي - ان تعامل الأطفال مع
الإنترنت أكثر سهولة من والديهم لأن المدارس بدأت تدمج أدوات التكنولوجيا
في مناهجها والعالم ضيق بدأ يتسع شيئا فشيئا أمام أطفالنا من خلال شبكة
الإنترنت ولازال عنصر السلامة وسط هذه البيئة المتداخلة مسألة فائقة
الأهمية تشغل بال الكثيرين.

وتطالب د.عواطف الأهل بفتح حوار مع الأبناء عن أضرار الإنترنت وتثقيفهم
بحسن التعامل مع الإنترنت وطبيعة المخاطر التي تواجههم وكذلك عدم مصادقة من
لا يعرف وعدم محاولة لقاء أشخاص تعرف عليهم عن طريق الانترنت بدون علم
الأهل..ويقول الدكتور حمدي فتحي - أستاذ الحاسب الآلي - أن أكثر ما يعجب
الأفراد في التواصل عبر شبكة الإنترنت هو عنصر المجهول والأطفال يمكنهم
التواصل مع أي أحد عبر الإنترنت وهناك كثير من الأساليب التي تهيئ لحماية
الأطفال من التعرض للمواقع الاباحية وغيرها منها التعرف علي البرامج التي
تتيح رقابة الأهل علي الإنترنت واستخدام خيار تخزين ملف بعناوين المواقع
التي يزورها الطفل والتحقق منها مرة أسبوعيا علي الأقل والتأكد من المواقع
التي يبحث فيها الطفل والوقت الذي يقضيه فيه ويجب تهيئة الجهاز بطريقة تسمح
للطفل باستخدام الانترنت كمصدر للتعليم وليس كجهاز للتفاعل وتذكير الطفل
بأن قيمة الإنترنت تكمن في الجانب التعليمي والتثقيفي وليس في الجوانب الأخري.

ويقول الدكتور مصطفي مهران - أستاذ الاتصالات - الآن بعد فترة الابهار من
الانترنت بدأ العالم يحس مكامن القوة والضعف لمن يستخدم الإنترنت وخصوصا
الأطفال وأصبحت الدول تسن القوانين الرادعة للحفاظ علي مستخدمي الإنترنت من
الاستغلال بأي شكل كان..واستخدام الأطفال للإنترنت بشكل متزايد يسبب الرضا
النفسي ويجعلهم أكثر التصاقا ويقضون ساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر
وذلك لشعورهم بعدم الحرج الاجتماعي والضغط النفسي أثناء الاستخدام وحرية
الدخول لغرفة الدردشة والحديث مع أي شخص وفي أي موضوع يريدون أو حتي توجيه
الأسئلة التي ربما تكون محركة نوعا ما وذلك لطبيعة الإنترنت لانها لا تطلب
من مستخدميها الكشف عن هويتهم الحقيقية ويعطيه هامشا من الحرية هو بحاجة
لها ويعجز عن الحصول عليها في الاستخدام العادي بالمواجهة مع الآخرين.

ويري د.مهران ان للإنترنت ايجابيات منها تنمية مهارة الأسلوب التفاعلي
والمشاركة بالمعلومات والآراء والتجارب وتعلم اللغات الأجنبية المختلفة
وممارسة الألعاب الجماعية وكذلك الاستفادة الكبري من استخدام الإنترنت في
مجال الدراسة والتعليم حيث يوفر كثيرا من الموسوعات والمراجع وكذلك استفادة
ذوي الاحتياجات الخاصة من الإنترنت فالمكفوفون لهم أجهزة ملحقة بالكمبيوتر
تحول النصوص إلي مواد سمعية أو شاشات تعمل بنظام برايل.

ويضيف د.مصطفي ان للإنترنت سلبيات منها المواقع اللا أخلاقية التي تتكاثر
ويتم نشرها بأساليب عديدة في محاولة لاجتذاب الأطفال والمراهقين والتعرض
لعمليات احتيال ونصب وابتزاز للأطفال والتحرش بهم من خلال غرف الدردشة
والبريد الإلكتروني والحياة في الخيال وقصص الحب الوهمية والصداقة الخيالية
مع أشخاص مجهولة الهوية متخفية بأسماء مستعارة وغيرها من السلبيات التي
يبحر فيها أطفالنا.

جريدة الجمهورية -13/4/2009.
وافرتحياتى.
د.محمد كمال الحسيني